الدراما التركية .. «بروشور» سياحي متواضع الإمكانات

الدراما التركية .. «بروشور» سياحي متواضع الإمكانات
الاحد 17 آب 2008
هبة الله الغلاييني
سبقني الكثيرون ممن كتبوا ونقدوا الدراما التركية ، غير أن ما أريد أن أشير إليه هو كيف استطاع الأتراك أن يستفيدوا من مسلسلاتهم التي حقق أبطالها نجاحاً ملحوظاً في العالم العربي على الرغم من أن معظمهم يمثلّون للمرة الأولى ، حيث ساهموا في تعزيز حضور الموضة التركية ، حين انتشرت في الأسواق العربية ولاسيما الخليجية ، موضة أزياء «نور» ونوع معيّن من الفساتين أطلق عليه اسم «لميس»
وجاكيت باسم «بانة» ؛ كما راجت في صالونات الحلاقة قصة شعر لسيدات المجتمع تحمل اسم «شريفة خانم» وقصة شنب باسم «يحي» وقصة شعر تُعرف باسم «مهند» كما لفتوا أنظار العالم نحو جمال بلدهم تركيا وطبيعتهم الساحرة حيث أكدّ بعض وكلاء السفر والمكاتب السياحية أن الحجوزات إلى تركيا هذا الصيف فاقت التوقعات ، والقصر الذي تم فيه تصوير مسلسل " نور " تحّول إلى مزار سياحي بعد ما كان مهجوراً لمدة 45 عاماً ! .

‏
فالمسلسلات التركية وصلت إلى المشاهد على شكل بطاقة دعوة سياحية أو إعلان ترويجي ، حيث يمرّر المخرج في كل حلقة مظاهر الرفاهية والأناقة والجمال والطبيعة الخلابة في ذلك البلد ، يجد فيها الناس ضالتهم ، حيث إننا نعيش الآن في زمن تسيطر عليه المصالح والشكوى من الغلاء والخلافات الزوجية والعائلية ، وكان لابد للمشاهد العربي أن ينصرف قليلاً عن واقعه لينعم بصره بمشاهد رفاهية حتى ولو كانت خادعة وغير حقيقية . ‏
وبالمقارنة مع الدراما السورية ، تعد التركية فاشلة بامتياز ، فالسيناريوهات ضعيفة والإخراج ضعيف جداً ، والإطالة مبالغ فيها ، والأحداث تورث الملل ، كما أن اعتمادهم على الخوارق ، مثل عودة إحدى الممثلات للحياة من أربع سنوات من اعتقاد الجميع أنها ماتت يذكرنا بالأفلام الهندية ! لكن إبهار المشاهد بالقصص الرومانسية ، والحب الزوجي المفقود ، والحياة الجميلة المرفهة والحلول الجاهزة هي ما شجعت الناس على الانجرار وراء هذه المسلسلات ، كما أن تكديس المسلسلات العربية على الشاشات في شهر رمضان فقط ، جعل بقية شهور السنة ساحة خالية لكل مسلسل دخيل على عاداتنا وتقاليدنا ، ويريد أن يثبت وجوده ويشغل الناس حتى ولو كان مجرد «بروشور» سياحي متواضع الإمكانات .