«نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...

«نور» التركية والدراما السورية...
الاربعاء 13 آب 2008
عفاف يحيى الشب
نور.. نور.. نور.. مفردة دسمة وغنية تفجرت هذا الصيف الحار واحتلت حروفها الشاشات حتى استوطنت تفاصيلها الأسماع والأخبار.
فحيثما حللت وأنى ذهبت تكتسح كلمة نور ساحات الانتباه والحوار والحكاية مذهلة وطويلة وأبعادها تتغلغل في العمق الإنساني حيث تنمو مزارع الاحساس وتزهر براعم الوجدان والحاضر الذي نعايشه مر وعقيم والكل في تذمر وضيق بعد أن أدمنت العيون على رؤية التناقضات وتلوثت الأذهان بموبوءات العصرنة اللئيمة إن كان ذلك على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي.. ومن هنا راجت حكاية «نور» وراحت تكبر وتكبر وتنتشر في جزيئات الاحتياجات الانسانية وكل منا أصبح على هواه ينهل مايشاء من محطات «نور».. فإما بعض من الرومانسية الحالمة الرقيقة أو من اللهفة والآمال المنشودة أو من الحنين إلى القصص الأسرية القديمة العابقة بالتكاتف والتلاقي بعد أن تفشى في الكيانات البشرية داء التوحد والانفصام، وضاعت مفردات الوداد التي عاشها الإنسان قبيل هذا القرن الحالي والخاوي من منعشات ومنشطات الوئام والذي فاحت من سنواته القليلة روائح القتل الجماعي والدمار وارتعشت عقارب ساعاته ودقائقه وثوانيه بسموم القهر والانفلاش والفلتان وقد سقطت الأقنعة عن الوجوه وضاع الياسمين الخجول بين أشواك الجفاف وانتشرت حميات الفجع وارتفعت وتيرة «الأنا» وخبت أنوار السعادة وتفاقمت مرادفات اللامبالاة واللاوجدان واللاانتماء حتى وصلت الأمور عند البعض إلى درجات عالية من الهذيان والتي جعلت المشهد اليومي مدمجاً بمستوردات غربية تنص على الاستهتار والبيع العلني للمبادئ والقيم والأشعار ولامانع أبداً أن يتخلى الزوج عن زوجته وأولاده والتاجر عن صدقه ومساره والموظف عن نزاهته والأمثلة عديدة ممتدة امتداد آلامنا المعاصرة وأوجاعنا الراهنة...

‏
من هنا... من هذا الاجتياح العاصف لمسلسل «نور» وخلافاً لكل من يناهض هذا العمل الدرامي التركي «المدبلج إلى العربية» الطويل الحلقات الممعن أحياناً في سرد تفاصيل إلى حد المبالغة أو الاسفاف والابتعاد عن الواقعية التي نشربها اليوم بكؤوس التفرقة والأنانية أقول إن مسلسل «نور» التركي ماهو إلا وجبة معايشات ذات قيم محببة ومقبولة قدمتها الدراما التركية إلى مشاهد هذه الأيام عسى ولعل أن تعيد إلى الأذهان بعض مفقوداته العزيزة والنظيفة وحكاياه الرؤوفة والرحيمة ونمنمات تشعل في الروح حب الحياة بكل ماتشتمله هذه العبارة من معان.. بل ولتنقل إلى الأجيال الصغيرة صوراً ملونة وجميلة عن معايير عتيقة بدءاً من لقاء الأسرة التي يجتمع أفرادها جميعهم على مائدة الطعام التي يصدرها الجد الأكبر سليل العراقة «شاد أوغلو» وحتى في السهرات والأعياد والوجود إلى جانب المريض منهم في العيادات والمستشفيات، والاجماع على المشاركة في اتخاذ القرارات ومن ثم الرجوع إلى الحكمة والنضج المتمثلة في مواقف «الجد» الذي مازال يحظى بالاحترام والاجلال.. إلى هذا كله استعرض المسلسل الرومانسية الشاعرية الدافئة المتمثلة في العلاقة الزوجية بين (نور ومهند) التي ألهبت مشاعر المشاهدين بعد أن غزت أرواحهم موجات اليباس العاطفي إثر طغيان إعصارات مادية على مفردات حياتهم اليومية ربما تكون أشد ضرراً من إعصار (تسونامي أو كاترينا) وماذلك إلا لأنها تطمس الروح البشرية وتجرد الانسان من عباءات المروءة والكرم.. الشهامة والاباء.. الاخلاص والوفاء وترسله في رحلة جشع قاسية إلى مغارات «علي بابا» كي ينهب مااستطاع من الدرر والجواهر ومن الحلي الغالية وكل ماتلهث لأجله الأنفاس.. ‏
.. وأتابع قائلة.. إن في المسلسل المذكور مفردات لاتمد إلينا بصلة ولاتنتهج مناهجنا وكل ماتربينا عليه ولكن «تركيا» البلد المصنّع لهذا العمل وإن كان الدين الاسلامي يظله بشعائره الإلهية إلا أن هناك وجوداً أوروبياً وعلمانياً واسعاً يشكل أطيافه الحياتية.. ومن هنا جاءت بعض العروض لحالات لانستسيغها لكننا نراها كثيراً في المسلسلات والأفلام الأوروبية والأمريكية.. ‏
ومع هذا فقد حمل المسلسل إلينا باقات طيبة لأفكار جيدة منها أن البطل «مهند» الثري الوسيم ابن «شاد أوغلو» أحب وتزوج ودفع روحه لأجل عيون حبيبته وزوجته «نور» ابنة القرية.. اليتيمة والفقيرة قبل أن تعمل وتؤسس داراً للأزياء.. لم يركض مهند أبداً خلف ما تملكه زوجته من أملاك أو ثروات مادية شأن شبان هذه الأيام الذين أقبلوا على الزواج حتى من العجائز الكبار في سبيل حفنة دراهم ومال.. ومما حمله هذه المسلسل في سلاله من قيم غالية هو «موضوع الطلاق» فقد رفض كل من يعمل في بيئة «شاد أوغلو» مجرد فكرة طلاق مهند من نور في وقت أصبح هذا الموضوع سهلاً ومألوفاً لا يحتاج عند شباب هذه الأيام الى وقفة طويلة أو إلى نظرة حليمة أو حكيمة ما يدفع بالمجتمع الى مطبات وعرة وخطيرة.. ‏
.. أمثلة كثيرة وتفاصيل وفيرة غطت مساحات هذا العمل الطويل شدت إليه الجماهير الغفيرة شأنه في ذلك شأن مسلسل «باب الحارة» مع الاختلاف في النص والتاريخ والنطق والذي اجتهد وحاول كثيراً أن يصنع في عصر الهشاشة الوجدانية جمهورية أخلاقية مثالية وربما «أفلاطونية» الغاية لكنها صعبة التحقيق والمنال في زمن الهزالة والافتقار الى وجبات مبادئ وقيم نحتاجها اليوم أكثر من أي يوم مضى.. نحتاجها لأننا مجرّحون بطعنات كثيرة ونازفون في مشاعرنا وأحاسيسنا... ممزقون في أداءاتنا في التفافنا حول موائد الحب والعدل.. وعلى منصات الوفاق والسلام.. ‏
وأقول الآن بعد ما قلته بشكل موجز عن مسلسل نور إننا نحن في سورية رغم انتاجنا العشرات من الأعمال الدرامية سنوياً ورغم تألق هذه الصناعة مؤخراً لدينا ودعم الحكومة الكبير لها إلا أن معظم أعمالنا مازالت بعيدة عن المشاهد السوري وغيره بسبب سفرها بعيداً عما يحتاجه هذا المشاهد ولأن بعضها دون ذكر الأسماء راح يعكس صوراً سيئة ومشوشة لمجتمعنا مستعرضاً لأخلاقيات النساء أحيانا؟ً ولمناظر مقززة وشنيعة جداً لأحياء شعبية فقيرة وكأن نشر الغسيل القذر على الحبال هو الغاية والمأرب وكأن بلدنا لا يحفل بالمناظر الخلابة والأحياء الجميلة والمباني الرائعة والبديعة وهذا ما حرص عليه المسلسل التركي «نور» حيث شجع من خلال «الفيلا العائمة على الماء.. ومناظر الجبال والجزيرة وغيره» على السياحة الى هذا البلد المجاور لنا والمشابه لطبيعة بلادنا... ‏
... من هنا علينا أن نتدارك أنفسنا في صناعة دراما سورية حسنة الصورة.. جميلة الفكرة.. بسيطة وغير معقدة.. مشحونة بالعواطف والقيم خاصة وإن معظم مشاهدي الشاشات الفضية والمسلسلات الاجتماعية هم من شريحة النساء والمراهقين.. ولقد سمعت من إحدى الكاتبات أنها اجتهدت منذ سنوات لانشاء مسلسلات من نوعية «نور» و«باب الحارة» لكن شركات الانتاج ومديريها ممن لايملكون ثقافة درامية حقيقية وقفوا لها بالمرصاد.. ‏
.. أخيراً لابد من الاشادة بهؤلاء الممثلين الذين أثروا مسلسل «نور» بأصواتهم المعبرة التي تواءمت بشكل ناجح مع أداء الممثل التركي بدءاً من مكسيم خليل ـ لورا أبو أسعد ـ أماني الحكيم ـ وزينة ظروف والطفلة غزل مزين وغيرهم من الأبطال.. وفي الختام وتوافقاً مع أفكاري في احترام المرأة وعملها أقول أن المسلسل التركي «نور» جاء يترجم هذا في شخصية «بانة» وفي حرص نور نفسها على العمل وبناء ذاتها وهذا مربط الصنعة وغاية في الروعة.. ولا أدري؟!! ‏
---------
والله يا شباب أنا برأيي هاد الكلام ممكن يكون معئول .. ومو ضروري بس نشوف الجوانب السلبيه و نعلّق عليها يعني لازم نحكي كل شي ...
وهي مجرّد وجهة نظر ... واذا ماعجبتكون مافي داعي للعصبيه و الشتم .. وشكراً
جريدة تشرين...

من طرف حارس معبد الحب الخميس أغسطس 14, 2008 12:48 am

الله يعين العباد

كل العالم مشغولة ب هلمسلسل

سيدي لاحول ولاقوة الا ب الله

مشكور اخ مختار

اهلاً بحبيبنا الحارس ... وين هل الغيبه هي؟؟
يا أخي ... العالم أكيد بدّا ينشغل بالا بهيك شغلات لأنو لساها جديده
بس بكرا مسلسلين تلاته تانيات من نفس النوع ... بتمل العالم ...!!
مو هيك ؟؟؟؟
شكراً لمرورك........

من طرف **X-MAN** الخميس أغسطس 14, 2008 6:23 pm

لاء حبيبي لانو العالم عقولها فاضية لهيك شغلات وخصوصي العرب
شكراً الك

من طرف حارس معبد الحب الجمعة أغسطس 15, 2008 1:16 am

المخـــKinglove-95ـــتـار كتب:

اهلاً بحبيبنا الحارس ... وين هل الغيبه هي؟؟
يا أخي ... العالم أكيد بدّا ينشغل بالا بهيك شغلات لأنو لساها جديده
بس بكرا مسلسلين تلاته تانيات من نفس النوع ... بتمل العالم ...!!
مو هيك ؟؟؟؟
شكراً لمرورك........

هلا نور عيوني

اكيد بكرة بتمل العالم

حبيب ألبي (اكس)
العالم بدّا تمل يعني بدّا تمل ... وهي خصوصي العرب مو حلوة بنوب هة..
بعدين العالم عئولها فاضيه ... ليش .. أنت أريت الموضوع ؟؟؟ بعتئد لو إنّك أريت الموضوع
كان تغيّر ردّك 180 درجه ... مو هيك؟؟؟
شكراً إلكم جزيلاً ..

«نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...

«نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...

رد: «نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...

رد: «نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...

رد: «نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...

رد: «نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...

رد: «نور» التركية والدراما السورية... (من وجهة نظر جديدة) بعتئد جيّده...