العفة
+2
شريف سوريا
الملك
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العفة
" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ " [القصص:23-27] .
ـ الإسلام لا يكتم أفواه الرجال من الكلام مع النساء، ولا أفواه النساء من الكلام مع الرجال، فموسى (عليه السلام) تكلم مع الفتاتين (ما خطبكما)، ولم تقف الفتاتان صامتتين لا تجيبانه، بل ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء )، ولكن ما مدى حدود هذا الكلام، وما هي شروطه ؟
1- يجب أن يكون الكلام بين الجنسين لضرورة، فموسى -عليه السلام- لم يكلم الفتاتين من غير سبب، بل إنه لما قعد ليستريح، وهو يشهد هذا المنظر المنكر المخالف للمعروف، رجال يسقون وامرأتان تذودان، وكأن لسان حال القوم يقول :
ونشرب إن وردنا الماء صفواً *** ويشرب غيرنا كدراً وطيناً
لأن الأولى عند ذوي المروءة والفطرة السليمة، أن تسقي المرأتان وتصدرا بأغنامهما أولاً، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما، فبادرهما بالسؤال .
2- إن الكلام يجب أن يكون بقدر الحاجة، فلا تتكلم المرأة مع الرجال بأكثر من حاجتها ولا الرجال كذلك، فانظر إلى كلام موسى -عليه السلام- انظر إلى جواب الفتاتين، فلا ترى فيه إطالة تخرج الشخص من المعنى المطلوب، ولا تقصير لا يفهم المقابل منه شيئاً، بل هو كلام واضح وصريح ليس فيه زيادة أو نقصان .
3- ويجب أن لا تخضع المرأة بالقول "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً " [الزخرف:32] . أي لا يكون كلامكن مع الناس إلا بجد وحزم وخشونة وقوة ليس فيه لين أو ترقيق، فالقرآن نهاهنّ عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة، وأمرهن في هذه أن يكون حديثهن في أمور معروفة غير منكرة، فإن موضوع الحديث قد يطمع مثل لهجة الحديث .
فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء، ولا هذر ولا هزل، ولا دعابة ولا مزاح، كي لا يكون مدخلا إلى شيء آخر وراءه من قريب أو من بعيد، ثم انظر إلى قول إحدى الفتاتين التي جاءت بعد ذلك على استحياء ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) لترى الأدب في العبارة، فهي لم تطلبه مطلقاً لئلا يوهم ريبة ...
4- ثم تأمل الجملة التي قالتها الفتاة في وصف موسى -عليه السلام- : (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فماذا تقول فتيات اليوم لو طُلِب من إحداهن: أن صفي لنا الرجل الفلاني .. فلا أظنها تزيد إلا أن تصف لون العيون ولون البشرة وقصة الشعر، ثم تقول إن شخصية الإنسان في حذائه !.. فيا ليت بناتنا اليوم يتعلمن من هذه الفتاة آداب الكلام والحوار، حتى قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- : أفرس الناس ثلاثة، أبو بكر حين تفرس في عمر، وصاحب يوسف حين قال : (أكرمي مثواه) وصاحبة موسى حين قالت : (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
5 ـ أن لا يكون هناك اختلاط بين الجنسين، فـ ( لا نسقي حتى يصدر الرعاء )، فليت شعري لو رأينا هاتين الفتاتين في مجتمعاتنا التي تعج بالاختلاط الفاحش حتى ترى النساء المترجلات والرجال الذين يتميعون في القول والعمل، فلا تراه إلا امرأة في زي رجل ! ..
6 ـ كيف تمشي الفتاة ؟
( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء . قالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) .
إنها تمشي مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال (على استحياء)، في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء . جاءته لتنهي إليه دعوة في أقصر لفظ وأخصره وأدله، يحكيه القرآن بقوله: ( إن أبي يدعوك )، ومع الحياء الإبانة والدقة والوضوح، لا التلجلج والتعثر والارتباك . وذلك كذلك من إيحاء الفطرة النظيفة السليمة المستقيمة . فالفتاة القويمة تستحيي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم، ولكنها لثقتها بطهارتها واستقامتها لا تضطرب . الاضطراب الذي يطمع ويغري ويهيج، إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب، ولا تزيد، قال ابن كثير : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي مشي الحرائر كما روي عن أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- أنه قال : جاءت مستترة بكم درعها.
وقال ابن أبي حاتم : قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها ليست بسلفع من النساء خرّاجة ولاّجة، والسلفع من النساء : الجريئة السليطة .
ـ الإسلام لا يكتم أفواه الرجال من الكلام مع النساء، ولا أفواه النساء من الكلام مع الرجال، فموسى (عليه السلام) تكلم مع الفتاتين (ما خطبكما)، ولم تقف الفتاتان صامتتين لا تجيبانه، بل ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء )، ولكن ما مدى حدود هذا الكلام، وما هي شروطه ؟
1- يجب أن يكون الكلام بين الجنسين لضرورة، فموسى -عليه السلام- لم يكلم الفتاتين من غير سبب، بل إنه لما قعد ليستريح، وهو يشهد هذا المنظر المنكر المخالف للمعروف، رجال يسقون وامرأتان تذودان، وكأن لسان حال القوم يقول :
ونشرب إن وردنا الماء صفواً *** ويشرب غيرنا كدراً وطيناً
لأن الأولى عند ذوي المروءة والفطرة السليمة، أن تسقي المرأتان وتصدرا بأغنامهما أولاً، وأن يفسح لهما الرجال ويعينوهما، فبادرهما بالسؤال .
2- إن الكلام يجب أن يكون بقدر الحاجة، فلا تتكلم المرأة مع الرجال بأكثر من حاجتها ولا الرجال كذلك، فانظر إلى كلام موسى -عليه السلام- انظر إلى جواب الفتاتين، فلا ترى فيه إطالة تخرج الشخص من المعنى المطلوب، ولا تقصير لا يفهم المقابل منه شيئاً، بل هو كلام واضح وصريح ليس فيه زيادة أو نقصان .
3- ويجب أن لا تخضع المرأة بالقول "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً " [الزخرف:32] . أي لا يكون كلامكن مع الناس إلا بجد وحزم وخشونة وقوة ليس فيه لين أو ترقيق، فالقرآن نهاهنّ عن النبرة اللينة واللهجة الخاضعة، وأمرهن في هذه أن يكون حديثهن في أمور معروفة غير منكرة، فإن موضوع الحديث قد يطمع مثل لهجة الحديث .
فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء، ولا هذر ولا هزل، ولا دعابة ولا مزاح، كي لا يكون مدخلا إلى شيء آخر وراءه من قريب أو من بعيد، ثم انظر إلى قول إحدى الفتاتين التي جاءت بعد ذلك على استحياء ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) لترى الأدب في العبارة، فهي لم تطلبه مطلقاً لئلا يوهم ريبة ...
4- ثم تأمل الجملة التي قالتها الفتاة في وصف موسى -عليه السلام- : (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فماذا تقول فتيات اليوم لو طُلِب من إحداهن: أن صفي لنا الرجل الفلاني .. فلا أظنها تزيد إلا أن تصف لون العيون ولون البشرة وقصة الشعر، ثم تقول إن شخصية الإنسان في حذائه !.. فيا ليت بناتنا اليوم يتعلمن من هذه الفتاة آداب الكلام والحوار، حتى قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- : أفرس الناس ثلاثة، أبو بكر حين تفرس في عمر، وصاحب يوسف حين قال : (أكرمي مثواه) وصاحبة موسى حين قالت : (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
5 ـ أن لا يكون هناك اختلاط بين الجنسين، فـ ( لا نسقي حتى يصدر الرعاء )، فليت شعري لو رأينا هاتين الفتاتين في مجتمعاتنا التي تعج بالاختلاط الفاحش حتى ترى النساء المترجلات والرجال الذين يتميعون في القول والعمل، فلا تراه إلا امرأة في زي رجل ! ..
6 ـ كيف تمشي الفتاة ؟
( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء . قالت : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) .
إنها تمشي مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال (على استحياء)، في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء . جاءته لتنهي إليه دعوة في أقصر لفظ وأخصره وأدله، يحكيه القرآن بقوله: ( إن أبي يدعوك )، ومع الحياء الإبانة والدقة والوضوح، لا التلجلج والتعثر والارتباك . وذلك كذلك من إيحاء الفطرة النظيفة السليمة المستقيمة . فالفتاة القويمة تستحيي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم، ولكنها لثقتها بطهارتها واستقامتها لا تضطرب . الاضطراب الذي يطمع ويغري ويهيج، إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب، ولا تزيد، قال ابن كثير : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي مشي الحرائر كما روي عن أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- أنه قال : جاءت مستترة بكم درعها.
وقال ابن أبي حاتم : قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها ليست بسلفع من النساء خرّاجة ولاّجة، والسلفع من النساء : الجريئة السليطة .
الملك...
-
عدد الرسائل : 24
العمر : 29
الموقع : الكرة الأرضية حد بيت جيراننا
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايئ
النقاط : 29920
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/07/2008
احترام قوانين المنتدى
.:
(100/100)
رد: العفة
عفى الله عنك ونولك ماتستحق
شريف سوريا...
-
عدد الرسائل : 10
العمر : 36
الموقع : الحارة الغريبية قريب من دوار التوم
النقاط : 29900
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/07/2008
احترام قوانين المنتدى
.:
(100/100)
رد: العفة
بارك الله فيك
زينا-
عدد الرسائل : 214
العمر : 39
النقاط : 29998
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/06/2008
احترام قوانين المنتدى
.:
(100/100)
رد: العفة
جزاك الله كل خير و أنالك فسيح جناته
أبو مرهف...
- عدد الرسائل : 33
النقاط : 30140
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/05/2008
احترام قوانين المنتدى
.:
(100/100)
رد: العفة
شو منار
نزل الموضوع مره وحده بس
مو عشره
ع كل حال يسلمو
المخـ kinglove-95 ـتـار.. - الهوايات : النت - السيارات ... وبـــــــــــس
عدد الرسائل : 941
العمر : 33
الموقع : In The KINGDOM LOVE
العمل/الترفيه : بالرخام والبلاط ... ع بالكون؟؟
المزاج : أروء من هيك بتعكّر ......
النقاط : 28226
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/06/2008
احترام قوانين المنتدى
.:
(100/100)
رد: العفة
جزاك الله خيراً
WoOolf-
عدد الرسائل : 516
العمر : 34
الموقع : على جزر اللوزية
المزاج : دايخ في زمن بايخ
النقاط : 30030
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/06/2008
احترام قوانين المنتدى
.:
(100/100)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى